الجلسة 1- 4 قضايا خاصة بشأن مواجهة الأوبئةوالأمراض المعدية
في نهاية هذه الجلسة سيكون باستطاعتك:
- أن تناقش لماذا يمكن أن تحدث الأوبئة بعد الكوارث الطبيعية.
- أن تفسّر كيف ينبغي التعامل مع الجثث لتفادي الأوبئة.
- أن تصف مبدأ «الصحة الواحدة » أو نهج توحيد الأداء في مجال الصحة.
الجزء 1- 4- 1 الكوارث والأوبئة
كثيراً ما تحدث الكوارث الطبيعية في أنحاء مختلفة من العالم وتكون عادة آثارها مدمرة للأشخاص والممتلكات. وتسبب العديد من الوفيات والإصابات، وتزداد أيضاً معدلات الإصابة بالأمراض. كما تؤدي إلى رحيل الناس عن منازلهم وبلداتهم المدمرة.
وثمة أنواع مختلفة من الكوارث الطبيعة تلحق الأضرار بالمجتمعات المحلية بطرق مختلفة. بعض هذه الكوارث مثل الزلازل تسبب العديد من الوفيات والإصابات، ويرغم عدداً كبيراً من الناس إلى النزوح. بينما تسبب عموماً بعض الكوارث الأخرى مثل الفيضانات أو حالات الجفاف، عدداً أقل من الوفيات والإصابات لكنها تؤثر في الكثير من الحالات في المحاصيل المحلية وفي توفر الطعام والماء النقي.
إذا أردنا أن نفهم كيف تظهر الأمراض المعدية والأوبئة وكيف تنتشر أثناء الكوارث الطبيعية عدداً، علينا أن نفهم كيف تتيح آثار الكوارث الطبيعية انتشار أنواع مختلفة من الأوبئة بسهولة أكبر. وسنبدأ بالنظر في آثار الكوارث الطبيعية على الجماعات المحلية.
كما أشرنا إليه، يمكن أن تولّد الكوارث ظروفاً تساعد على انتشار الأوبئة. ومن المرجح أن تظهر بعد الكوارث الطبيعية أوبئة كثيرة مثل حالات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، بينما يمكن أن تحدث أحيانا أوبئة أخرى مثل الملاريا.
وكي نفهم هذه التأثيرات، علينا أن نتذكّر ما الذي يساعد في انتشار الأوبئة.
شارك
اذكر بعض أنواع الكوارث الطبيعية التي تعرفها والآثار التي يمكن أن تخلفها على الأشخاص والمجتمعات.
تكون أحياناً مواجهة الأوبئة بعد وقوع كارثة طبيعية أصعب بكثير من مواجهتها في حالات أخرى، ذلك أن الكوارث غالباً ما تؤثر في قدرة المراكز الطبية والمستشفيات على استقبال المرضى ومعالجتهم، وتوقف تنفيذ البرامج للتوعية بقضايا الصحة المجتمعية والوقاية من الأمراض، وتغيّر الأوضاع العامة للسكان نحو الأسوأ.
تكلمنا سابقاً عن الأشخاص المعرضين للأوبئة. والآن نستطيع أن نرى، من خلال الجدول الذي أنشأناه أعلاه، أن عدداً أكبر من الناس يمكن أن يصبح معرضاً أيضاً للإصابة بعد كارثة طبيعية، لأن الكوارث الطبيعية تؤثر في غالب الأحيان في الظروف المعيشية، وفي المأوى، ونظم الصرف الصحي، وإمدادات الطعام والماء، وقد تؤدي أيضا إلى رحيل السكان.
نشاط جماعي
داخل مجموعات صغيرة، تذكّر ما يساعد على انتشار الأوبئة. ثم ناقش الموضوع وابحث عن جملة تصف العلاقة بين الكوارث الطبيعية وآثارها والأوبئة.
تابع نهج المثال أدناه:
تسبب الزلازل نزوح الناس من منازلهم والعيش في خيم وأماكن إيواء مؤقتة في أوضاع تتميز بالاكتظاظ. وهذا ما يساعد على انتشار التهابات الجهاز التنفسي.
تبحث كل مجموعة عمل في نوع واحد من الكوارث التالية:
الزلزال
الفياضانات
انزلاقات التربة
العواصف
التسونامي
أزمات اللاجئين
حالات الجفاف والمجاعة
سجّل جميع العبارات التي تذكرها مجموعات العمل على سبورة ورقية قلابة أو على اللوح وقم بمناقشتها.
الجزء 1- 4- 2 الجثث في الكوارث الطبيعية
تنشأ عقب معظم الكوارث الطبيعية مخاوف شديدة من أن تسبب الجثث ظهور الأوبئة. وتنشر وسائل الإعلام هذه الفكرة الخاطئة كما يتناقلها أيضاً بعض العاملين الطبيين وأخصائيو الكوارث.
الجثث لا تسبب الأوبئة بعد الكوارث الطبيعية!
وقد يدفع الضغط الناجم عن هذه الاشاعات إلى اتخاذ السلطات إجراءات غير ضرورية للتخلص من الجثث مثل الدفن الجماعي أو رش المواد المطهّرة. ويمكن أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حالات اضطراب نفسي ومشاكل قانونية يعانيها أقرباء الضحايا.
ومن المهم جداً أن نعرف أن السكان الناجين هم على الأرجح المسؤولون عن انتشار الأمراض بقدر أكبر بكثير من الموتى.
الأمراض المعدية والجثث
يقضي عادة ضحايا الكوارث الطبيعية بسبب إصابتهم بجروح أو بسبب الغرق أو الحريق وليس بسبب أمراض معدية. ومن غير المرجح أن يكون هؤلاء مصابين عند وفاتهم بأمراض معدية تسبب الأوبئة. ولا تبقى معظم الجراثيم المسببة للعدوى حية في الجثث أكثر من 48 ساعة.
الخطر الذي يتعرض له عامة الناس
يكون الخطر الذي يتعرض له عامة الناس ضئيلا لأن معظم الناس لا يلمسون الجثث. وثمة احتمال بوجود خطر تلوّث مياه الشرب بالبراز أو الإفرازات التي تتسرب من الجثث، ولكن هذا الخطر هو أيضاً طفيف.
الخطر الذي يتعرض له الأشخاص الذين يلامسون الجثث
يتعرض الأشخاص الذين يمسّون الرفات البشرية (الجثث) لبعض المخاطر إذا لامسوا الدم أو البراز الملوث بالتهاب الكبد الوبائي، أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو داء السّل، أو التهابات الجهاز الهضمي. ويمكن أيضاً لأفراد فرق جمع الجثث الذين يعملون في أماكن خطيرة مثل المباني المنهارة، أن يتعرضوا لخطر الإصابة بالجروح.
إجراءات السلامة الوقائية للذين يلامسون الجثث في الكوارث الطبيعية
من المحتمل أن يُطلب منكم، كمتطوعين، التعامل مع الجثث بعد كارثة طبيعية. ومن المهم معرفة إجراءات السلامة الوقائية التي ينبغي اتخاذها لتجنب الإصابة بالأمراض المعدية وتفادي انتشارها. ويعني أن الالتزام بقواعد النظافة الصحية الأساسية سيحميكم من الإصابة بالعدوى عن طريق الدم وغيرها من سوائل الجسم.
ويتعين على المتطوعين اتخاذ الاحتياطات التالية لدى التعامل مع الجثث:
- استخدام القفازات مرة واحدة فقط والتخلص منها بالشكل الصحيح.
- غسل الأيدي بالصابون والماء بعد ملامسة الجثث وقبل تناول الطعام.
- تجنب مسح الوجه أو الفم باليدين.
- غسل وتعقيم جميع الآليات المستخدمة لنقل الجثث وكل المعدات والملابس المتصلة بنقل الجثث.
- ليس من الضروري وضع كمامات على الوجه ولكن يجب أن تكون متوفرة عند الطلب لتجنب الشعور بالقلق.
- الخضوع للتطعيم ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي باء.
الجزء 1- 4- 3 الجثث في الأوبئة
يقضي الأشخاص الذين يلقون حتفهم في الأوبئة بسبب إصابتهم بمرض معد. غير أن غالبية الجراثيم لا يمكن أن تبقى حية لفترة طويلة بعد وفاة الشخص. ولا يمكن أن تنتقل غالبية الأمراض المعدية من شخص إلى آخر بعد الوفاة. ويجب أن تتخذ الاحتياطات العادية المذكورة أعلاه عندما تساعد الأسر في إدارة الجثث بشكل مأمون أثناء تفشي الأوبئة.
ولكن هناك بعض الاستثناءات. وهي تشمل وباء إيبولا وحمى ماربورغ اللذين يظلان شديدي العدوى حتى بعد الوفاة. ويجب اتخاذ احتياطات خاصة في إدارة الجثث لدى تفشي هذين الوبائين، ويكتسي هنا ارتداء معدات الحماية الشخصية الكاملة أهمية حيوية.
وتتطلب مساعدة الأسر والمجتمعات المحلية في الإدارة اللائقة للجثث أثناء تفشي الأوبئة تدريبا متخصصاً. وإذا ما اندلع في منطقتكم وباء يمكن أن ينتقل بعد الوفاة، ستتلقى فرق خاصة التدريب اللازم لمساندة المجتمعات المحلية.
يجب أن يفهم المتطوعون المشاركون في إدارة الجثث عادات المجتمع في دفن موتاه وتحديد جميع الأخطار المتصلة بذلك. وهذه القضية هي بالغة الحساسية للعائلة وللمجتمع المحلي ويمكن أن تثير النزاعات مع المستجبين المعنيين بمواجهة الوباء. ويجب، قبل البدء بأية إجراءات، تفسير كل خطوة من عملية الدفن إلى العائلة. ومن المهم للغاية احترام كرامة الشخص المتوفي.
ويمكن إجراء مراسم الدفن بعد توضيح الترتيبات المعتمدة والموافقة عليها. ويجب عدم مباشرة إجراءات الدفن إلا بعد الحصول على الموافقة عليها. ويجب أن يكون لدى أفراد فريق الدفن الآمن والكريم المهارات التالية:
- معرفة المرض المسؤول عن الوباء، ومعرفة الفيروس أو الكائن المسبب له وأشكال انتقاله.
- معرفة الإجراءات الصحيحة اللازمة للتعامل مع الجثث التي يحتمل أن تكون معدية بما في ذلك ارتداء معدات الحماية الشخصية والتخلص منها إذا كان المرض شديد العدوى.
- ممارسة الانضباط الذاتي في اتباع الإجراءات بالشكل الصحيح في كل الظروف.
- مراعاة احتياجات المجتمع المحلي ومعتقداته. ويجب الخضوع للتدريب في مجال التواصل والدعم النفسي الاجتماعي.
تكون مواد التدريب المتخصص متاحة إذا كانت عمليات الدفن الآمن ضرورية. ويجب ألا تنفذ عمليات الدفن الآمن إلا بالدعم التقني الملائم.
صورة إيضاحية 2. أفراد فريق الدفن الآمن والكريم وهم يرتدون معدات الحماية الشخصية الكاملة
الجزء 1- 4- 4 مبدأ «الصحة الواحدة»
تنجم بعض أمراض الإنسان من التفاعل مع الحيوانات والبيئة المحيطة. أما الأشخاص الذين يلمسون الحيوانات أو المنتجات الحيوانية (مثل اللحوم والحليب أو منتجات الألبان)، أو جثث الحيوانات، فهم معرضون للإصابة بالأمراض التي يمكن أن ينقلها الحيوان. كما يمكن للحشرات نقل بعض الأمراض من الحيوانات إلى الإنسان. ويمكن أن يكون الحيوان معدياً حتى لو لم تظهر عليه عوارض المرض.
ويمكن أن تعرّض التغييرات البيئية الإنسان والحيوان لأمراض معدية. فعلى سبيل المثال، عندما تقيم مجموعة من البشر في منطقة جديدة، قد تكون أكثر تعرضاً للأمراض التي تنقلها الحيوانات والنباتات البرية. وقد يتعرض أيضاً السكان لمخاطر أشد بالإصابة بالأمراض بعد إزالة الغابات أو توسع الصناعة. كما يمكن أن تؤدي التغييرات البيئية إلى تعرّض الحيوانات لعوامل جديدة ناقلة للعدوى. وأخيراً يسمح نمو السفر والتجارة الدوليين بانتشار الأمراض بسهولة وسرعة في كل أنحاء العالم.
ويُعدّ مبدأ الصحة الواحدة نهجاً يمكن تطبيقه على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية من أجل تحقيق النتائج الصحية المثلى. وهو يأخذ في الاعتبار الصلات المتبادلة التي لا يمكن تجنبها بين الناس والحيوانات والنباتات والبيئة التي يتقاسمونها. وينظر إلى البيئة الاجتماعية والسلوكيات وإلى البيئة المادية كذلك.
الشكل 6 - صحة واحدة
لا يمكن إيقاف وباء يصيب الحيوان والإنسان من خلال العمل المنفرد لقطاع واحد حتى لو كان هذا القطاع يبذل جهودا مضنية. فمن الضروري جداً تأسيس التعاون بين الأخصائيين في مجالي صحة الإنسان والحيوان.
شارك
سجّل أسماء الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. هل تعرف ما هي الإجراءات التي تتخذها خدمات الصحة البشرية والصحة الحيوانية من أجل الوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها؟ ما الذي يمكن أن يفعله المتطوعون لمساندة هذه الجهود؟
يمكن للمتطوعين المشاركة في الأنشطة التالية:
- دعم حملات تلقيح الحيوانات.
- المشاركة في مراقبة أمراض الحيوانات، البرية منها والداجنة.
- المساعدة في عزل الحيوانات المريضة وإخضاعها للحجر الصحي .
- التوعية بسلوك الحماية، على سبيل المثال، التأكد من أن الناس لا يأكلون حيوانات مريضة أو ميتة، وأن المنتجات الحيوانية مطبوخة طبخاً جيداً.
- تشجيع استخدام معدات الحماية الشخصية لدى ملامسة الحيوانات التي تعاني من أمراض شديدة العدوى.