43. التوعية الاجتماعية والتواصل لتغيير السلوك
لمحة عامة
ثمّة الكثير من الأسباب التي تدفع بالناس إلى ممارسة سلوكيّات غير صحيّة. فالناس يتأثّرون بمدى إمكانية الوصول إلى الخدمات أو المرافق، والأعراف الاجتماعية والتأثيرات في مكان العمل أو العيش أو اللّعب. تُعدُّ عمليّة تغيير السلوك دراسة للطريقة التي يُغيّر فيها الناس عادات أو أفعال محدّدة في حياتهم والسبب في ذلك. كمتطوّعين، يجب أن نفهم لماذا يتم اعتماد سلوك معيّن وما هي الإجراءات التي ستؤدّي إلى إحداث تغيير لإرساء سلوكيّات صحيّة. تشمل الأمثلة على السلوكيات الصحيّة غسل اليدين والرضاعة الطبيعية وأخذ اللّقاحات واستخدام الواقي الذكري واستخدام الناموسيات.
في جميع السياقات، ينطوي تغيير السلوك على ثلاثة عناصر يجب توافرها. فقبل أن يُقْدِم الناس على تغيير سلوكهم:
- هم بحاجة إلى معرفة ما الذي ينبغي لهم تغييره، ولماذا ينبغي تغييره، وكيف ينبغي لهم تغييره. فهم بحاجة إلى المعرفة.
- وهم بحاجة أن يكون لديهم المعدّات المناسبة، والحقّ في الوصول والقدرة على تغيير السلوك. فهم بحاجة إلى بيئة مؤاتية.
-
وهم بحاجة أيضًا إلى محفّز للتغيير.
يوضح النموذج الاجتماعي والبيئي أدناه كيف تتأثّر سلوكيات كلّ شخص بعددٍ كبير من مستويات التأثير المختلفة، بما في ذلك المستوى الفردي ومستوى العلاقات بين الأشخاص والمستوى المجتمعي والمستوى التنظيمي والمستوى السياساتيّ الأوسع الذي يتضمّن قوانين وسياسات تسمح بممارسة سلوكيّات معيّنة أو تقيّدها. ومن أجل تعزيز الصحّة العامّة، من المهمّ النظر في الأنشطة المرتبطة بتغيير السلوك والتخطيط لها عبر مستويات متعدّدة في الوقت نفسه. يُرجّح أن يؤدّي هذا النهج إلى نجاح تغيير سلوك مع مرور الوقت. كمتطوّع، ينبغي أن تفهم أنّ الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في تغيير السلوك بسبب هذه المستويات العديدة والتفاعلات والتوقّعات المعقّدة عبر مختلف المستويات. إذا كنت تُراعي كيفية تأثير كل مستوى من المستويات على سلوكيّات الشخص الذي تودّ مساعدته، فيمكنك تجربة تدخّلات مختلفة في كل مستوى خاصّ باحتياجاته.
النموذج الاجتماعي والبيئي
ما الذي يجب أن تفعله وكيفية القيام به
تشتمل العملية العامّة لتطوير تدخّلات لتغيير السلوك على الموظّفين والمتطوّعين الذين يعملون من خلال الخطوات العامّة التالية:
- توعية المجتمع المحلّي بعملية تغيير السلوك باستخدام نموذج نظرية التغيير.
- تقييم السلوك المشكلة - لماذا يمارس، ومن يمارسه، ومتى يمارس، وما هي العوامل في البيئة أو المجتمع المحلّي التي تشجّع اعتماد هذا السلوك. قم بتقييم هذه المعلومات على المستويات المختلفة للنموذج الاجتماعي والبيئي لكلّ مجتمع محلّي تُقدّم فيه خدمات.
- تحديد سلوك هدف مناسب بناءً على التقييم الذي أجريته.
- مراجعة الأسباب أو المعوّقات في كلّ مستوى من المستويات والتي تسمح باستمرار السلوك. حدّد التدخّلات التي تتماشى مع كلّ سبب أو معوّق والتي يمكن استخدامها على مستويات مختلفة.
- مناقشة التدخّلات المقترحة لكلّ مستوى من مستويات النموذج الاجتماعي والبيئي مع المجتمع المحلّي.
- تحديد التدخّلات المناسبة للسياق في كلّ مستوى. يجب التخطيط للتدخّلات لمعالجة مراحل نظرية التغيير من خلال تقديم المعلومات أولًا ومعالجة العوامل البيئية، وتحفيز الأشخاص الرئيسيّين للحصول على الموافقة والنوايا بتغيير السلوك، وفي نهاية المطاف تحفيز الناس على تنفيذ الإجراءات التي تساهم في تحقيق الهدف العام.
- تنفيذ التدخّلات على جميع المستويات.
- المراقبة لمعرفة ما إذا كان التغيير يحدث. يستغرق التغيير وقتًا ولكن يجب مراقبته لضمان حدوثه، وإن كان ببطء. بالإضافة إلى ذلك، مع خوض الناس عملية التغيير، ستتغيّر معوّقاتهم وأسبابهم. يجب أن تتكيّف التدخّلات المعنيّة بتغيير السلوك مع هذه التغييرات لضمان استمرار التغيير.
- الاعتراف بأنّه عندما لا يحدث التغيير على النحو المرجوّ، ينبغي إجراء المزيد من التقييمات وتعديلات إضافية على التدخّلات.
- الاستمرار في التنفيذ والرصد والتقييم والتكيّف فيما تجري عملية التغيير.
لمزيدٍ من المعلومات، يرجى الاطّلاع على دليل الصحّة المجتمعيّة والإسعاف الأوّلي (eCBHFA) للمتطوّعين حول تغيير السلوك، بما في ذلك:
- مبادئ تغيير السلوك
- النموذج الاجتماعي والبيئي
- مراحل تغيير السلوك
- أنشطة تغيير السلوك