تمهيد
تقتل الأمراض المعدية أكثر من 14 مليون شخص في العالم سنوياً. وتشمل أمراض الجهاز التنفسي، وفيروس/مرض الإيدز، وأمراض الإسهال، والسّل، والملاريا، والحصبة. وقد أدّى ازدياد عدد الكوارث الطبيعية وارتفاع حدتها إلى تفاقم انتشار هذه الأمراض.
تمثل الأوبئة تهديداً دائماً لراحة المجتمعات المحلية في كل مكان وخاصة في المجتمعات التي تكون فيها الموارد شحيحة. وتُعدّ إدارة الأوبئة أولوية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويفضل أن تركّز الجهود على الحيلولة دون ظهورها.
كثيراً ما تظهر الأوبئة خلال حالات الطوارئ. ويتولى متطوعو الصليب الأحمر والهلال الأحمر تقديم القسم الأعظم من استجابة الحركة لتلبية احتياجات مجتمعاتهم في مجال الصحة، بما في ذلك لدى تفشي الأوبئة. غير أن الأبحاث أظهرت أن المتطوعين يفتقرون في كثير من الحالات إلى المعلومات اللازمة لتقديم استجابة سريعة وفعالة لمكافحة الأوبئة بدون مساعدة الأخصائيين الصحيين. ولهذا يكتسي تدريب المتطوعين في هذا المجال أهمية كبيرة.
وتهدف هذه المجموعة من الوحدات التدريبية المتوافقة مع نهج «الصحة والإسعافات الأولية المجتمعية » إلى إشراك المتطوعين على نحو اكثر فعالية في إدارة مكافحة الأوبئة. وتقدم إلى المتطوعين المعلومات الأساسية عن الالتهابات والأمراض التي يمكن أن تتحول بسهولة إلى أوبئة إذا ما حدث تغيير في الظروف البيئية.
يتوجه دليل المتطوع لمكافحة الأوبئة (الدليل)، ومجموعة أدوات مكافحة الأوبئة (مجموعة الأدوات) المرافقة له، إلى المتطوعين والمدرّبين في الفروع المحلية للجمعيات الوطنية. ومع أن الوثيقتين لا تشملان جميع الحالات، فإنهما ستساهمان في تعريف المتطوعين بأكثر الأوبئة شيوعاً والأمراض التي ينجم عنها في غالب الأحيان الموت والمعاناة. وتشجعان المتطوعين على تطبيق الطرق التي تستند إلى الأدلة من أجل الحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية في مجتمعاتهم المحلية، وتقديم العناية الصحيحة للمرضى ومن ثم تخفيض معدلات الوفاة.
يمكن للمتطوعين تقديم المساعدة بطرق مختلفة لدى انتشار الوباء. وسوف يساعدهم الدليل ومجموعة الأدوات في تحديد دورهم في المجتمع المحلي قبل تفشي الوباء وأثناءه وبعده، والتصرف بالطريقة الملائمة للوباء المحدد. وستمكّنهم المعرفة والكفاءات المكتسبة من العمل بسرعة وفعالية في حالات الطوارئ الصحية وتساعدهم على مواجهة حالات الطوارئ الأخرى.