‫الجلسة 3- 3 الإجراءات المتبعة أثناء انتشار الوباء

‫في نهاية هذه الجلسة سيكون باستطاعتك: 

• تفسير الإجراءات التي يجب اتخاذها في مرحلة انتشار الوباء. ‬
• مناقشة التعبئة الاجتماعية ونُهج التواصل الرامية إلى تغيير السلوك.
• تحديد أدوار مختلف الجهات الفاعلة. ‬

‫الجزء 3- 3- 1. الإجراءات المتبعة أثناء مواجهة الوباء 

 

تبدأ مرحلة انتشار الوباء عندما تعلن السلطات الصحية ظهور الوباء وتصرّح عن المرض المسبّب ‬ ‫له. وتنتهي هذه المرحلة عندما تعلن السلطات القضاء على الوباء. ‬

ويندرج كل ما يقوم به المتطوعون في مواجهة الوباء ضمن مجال واحد أو أكثر من بين ثلاثة ‬ ‫مجالات عمل رئيسية. وهي مبينة في الرسم البياني أدناه. حدد الأنشطة التي يمكن أن تنفذها أنت ‬ ‫وزملاؤك وفي أي مجال تندرج. ‬

‫الشكل 9- الإجراءات المتبعة في مواجهة الوباء‬

التعبئة الاجتماعية ونُهج التواصل الرامية إلى تغيير السلوك

يشمل ذلك أي نشاط تقوم به ‬ ‫يساعد أفراد المجتمع المحلي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم، والتقليل من المخاطر، ‬ ‫وتفادي إصابتهم بالمرض وانتشاره إلى الآخرين. ‬

الوقاية – تشمل الأنشطة التي تقوم بها لتفادي انتشار المرض، ومنها على سبيل المثال توزيع ‬ ‫الناموسيات، وتوفير الماء النقي، ودعم حملات التلقيح. وقد تساعد هذه الأنشطة المجتمع المحلي ‬ ‫ككل أو مجموعة معينة. ‬

‫ المراقبة المستندة إلى المجتمع المحلي – نظام ينشأ لكشف حالات المرض الجديدة في المجتمع المحلي ‬ ‫وإحالتها إلى المرافق الصحية. ويشمل جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها بشكل منظم، بحيث يصبح ‬من الممكن كشف الإصابات الجديدة وحالات التفشي المحتمل الجديدة ورصدها بسرعة. ‬

الدفن الآمن والكريم – كما أشير إليه سابقاً، قد يُطلب من الجمعية الوطنية، لدى تفشي أوبئة ‬ ‫معينة (مثل وباء إيبولا أو حمى ماربورغ أو الطاعون) أن تجري عمليات دفن آمن وكريم كإجراء ‫للمحافظة على الصحة العامة. ويتم بذلك دفن الأشخاص الذين توفوا نتيجة إصابتهم بأمراض ‬ ‫شديدة العدوى يحتمل أن تنتشر بواسطة جثث الموتى. ويتطلب إجراء عمليات الدفن الآمن ‬‫والكريم تدريباً خاصاً ويجب تحديد بروتوكولات واضحة لتنفيذها. ‬

الدعم النفسي والاجتماعي – يشمل الأنشطة التي تساعد أفراد المجتمع المحلي على التصدي ‬ ‫بشكل أفضل للوباء وآثاره. ويساعد على إدارة الخوف والوصم اللذين يحتمل أن يثيرهما الوباء في ‬ ‫المجتمع المحلي.

إدارة الإصابات في المجتمع المحلي وإحالتها – تشمل المساعدة التي تقدمها إلى الأشخاص المصابين ‬ ‫بالمرض. ومنها على سبيل المثال توفير محلول الإماهة الفموية، أو إحالة المرضى إلى المستشفى، أو ‬ ‫العناية بطفل يعاني من الحمّى. ‬

شارك

قبل الانتقال إلى موضوع آخر، أخبر المنسّق برأيك في ما ينبغي أن يفعله المتطوعون خلال مرحلة ‬ ‫انتشار الوباء. سجّل إجاباتك في المربّع أدناه. ‬

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كما ذكرنا سابقاً يمكن أن يؤدي المتطوعون الكثير من الأدوار الثمينة أثناء حالة تفشي الوباء لأنهم ‬ ‫يعيشون في مجتمعاتهم المحلية ويعرفونها. ‬

ولكن تذكّر دائماً أنك لست الوحيد الذي يعمل على مساعدة الناس. فموظفو وزارة الصحة والأطباء ‬ ‫والممرضون والعاملون في المرافق الصحية يقومون بعمل حيوي بالغ الأهمية. كما قد تكون هناك ‬ ‫منظمات أخرى تعمل داخل المجتمع وتساعد في إدارة الوباء. ومن المهم جداً أن ننسق مع كل هذه ‬ ‫الجهات ونعمل معاً بطريقة يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس. ‬

سنتناول الآن موضوع الإجراءات العامة الواجب اتخاذها في كل انواع الأوبئة. وننظر بعد ذلك في ‬ ‫الإجراءات الخاصة التي يجب اتخاذها في إدارة أمراض معينة وسوف تناقش هذه الأمور بتفاصيل ‬‫أوفى لدى تعلم طريقة استخدام مجموعة الأدوات.

‫يجب في كل أنواع الأوبئة اتخاذ الإجراءات التالية: ‬

• الإلمام بخطة مواجهة الوباء، والبدء باتباعها ما أن يتأكد وجود الوباء ويتم تفعيل الخطة.
• التنسيق بشكل وثيق مع السلطات الصحية. ‬
• طلب المشاركة في دورات تجديد المعلومات ما لم يتم ذلك في مرحلة الانذار. ‬
• البدء باستخدام مجموعة الأدوات المرفقة بهذا الدليل التدريبي. قم بتحضير مجموعة ‬ ‫أدواتك الخاصة بهذا الوباء، وتحقق من أن الإرشادات الرسمية لم تتغير وابدأ باستخدامها. ‬
• البدء باستخدام الموارد التي تم تخزينها أثناء مرحلتي التأهب والإنذار. ‬
• مباشرة المراقبة النشطة بالتنسيق مع السلطات الصحية. والبدء بكشف حالات الاصابة في ‬ ‫المجتمع المحلي وإحالتها إلى المراكز الصحية وفق الاقتضاء. ‬
• الإلمام بنظام الإحالة واتباعه.
• متابعة حالات الاصابة من خلال الزيارات المنزلية وملء نماذج التسجيل. ‬
• تنفيذ أنشطة الترويج الصحي في المجتمعات المتضررة وفي المجتمعات المعرضة لخطر الوباء.
• اتخاذ إجراءات الوقاية الملائمة للمرض المعني. ‬
• البقاء على اتصال مع العاملين المحليين في مجال الصحة، والعاملين في مجال الصحة المجتمعية ‬ ‫والقابلات. ‬
• المشاركة في إجراءات الوقاية والمواجهة التي تقوم بها السلطات الصحية وشركاء آخرون ‬ ‫(التوعية الصحية، وحملات التلقيح الجماعية، والإجراءات الرامية إلى تحسين أنظمة الماء ‬‫والصرف الصحي الخ..). ‬
• تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأفراد المجتمع المحلي والمتطوعين والموظفين. ‬
• في بعض الأوبئة ووفقاً لتعليمات الأخصائيين في مجال الصحة، البحث عن الأشخاص الذين ‬ ‫كانوا المخالطين بالمرضى والذين يحتمل أن يكونوا حاملين للجرثومة أو يتعرضوا أنفسهم ‬ ‫للإصابة. ‬
• ‫الإلمام بإجراءات الوقاية الملائمة للمرض المعني والتقيّد بها (انظر الجزء 2- 1- 2 والأدوات ‫الخاصة بأمراض معينة). ‬

الجزء 3- 3- 2. التعبئة الاجتماعية، ونُهج التواصل الرامية ‫إلى تغيير السلوك، ومشاركة المجتمع المحلي

‫ تعبئة المجتمع المحلي ومساعدته على تبني سلوك أكثر أمنا وأقل خطورة أمر بالغ الأهمية في حالات ‬ ‫الوباء. ويمكن أن يشمل السلوك الآمن الموافقة على الخضوع للتلقيح، وغسل اليدين بالصابون في ‬ ‫الأوقات الهامة، وارتداء المواد الطاردة للبعوض بشكل منتظم، والاستخدام المنهجي للناموسيات، ‬ ‫والموافقة على البقاء بعيداً عن الآخرين عند إصابتهم بالمرض. ‬

‫تغيير السلوك في حالات الوباء

تستخدم برامج التنمية مثل الصحة والاسعافات الأولية المجتمعية أنشطة التوعية الصحية القائمة ‬على الأدلة من أجل إحداث تغيير ثابت في السلوك وطويل الأمد. ويجب تكييف نماذج تغيير ‫السلوك وفقاً لحالات الوباء لأن الأوبئة تحدث وتتطور بسرعة كبيرة الأمر الذي يتطلب رفع مستوى ‬ ‫البرامج سريعاً. وقد بينت الأبحاث أن الأفراد يستطيعون تغيير سلوكهم في حالات الطوارئ على ‬ ‫مدى ستة أسابيع تقريباً. وبعد هذه الفترة، يميلون إلى العودة إلى سلوكهم القديم إلا إذا استمر ‬إبلاغهم بشكل جيد بالمخاطر، واستمرت البيئة المحيطة بعملهم وسكنهم في دعم تغيير السلوك. ‬ ‫ويكون الإبلاغ بالمخاطر جيداً عندما يحدد الفريق الصحي بشكل منهجي المخاطر الصحية المرتبطة ‬ ‫بمعايير اجتماعية وثقافية، ويستمر في مراقبة الاتصالات بين الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر ‬ ‫والمجتمع المحلي للتأكد من أن الجهود الرامية إلى تغيير السلوك تبقى مناسبة وفعالة طوال تطور ‫الأزمة. ‬

يجب أن نسعى، في حالات الوباء، إلى وضع استراتيجية للعمل مع المجتمع المحلي تغيّر بسرعة ‬السلوك الخطر وتوقف انتشار المرض. والهدف المنشود هو تغيير السلوك لفترة تدوم ما دام خطر ‫الإصابة بالمرض أعلى من المعتاد. أما الهدف البعيد المدى فهو جعل المجتمعات المحلية تنعم ‬ ‫بأوضاع صحية أفضل من خلال القضاء على أشكال السلوك الخطيرة بشكل تام – وليس تغيير ‬‫السلوك فحسب أثناء فترة الوباء، بل بعد ذلك أيضاً، لأن هذا ما يقلل من احتمالات حدوث الأوبئة ‬ ‫في المستقبل. انظر الى الوحدة المتعلقة بتغيير السلوك على الصفحة الخاصة بالصحة والاسعافات ‫الأولية المجتمعية،  eCBHFA . ‬

تكتفي في غالب الأحيان فرق مواجهة الوباء بتقديم المعلومات عن الأخطار المتصلة بسلوك معين. ‬غير أن علينا أن نتذكر أن الناس لا يسعون إلى تغيير سلوكهم بمجرد الحصول على معلومات. ‬ ‫ووفقاً لنموذج نظرية التغيير، هناك خمس مراحل في تغيير السلوك حتى في حالات الطوارئ. ففي ‫الأوقات العادية، يتقدم الناس عبر هذه الخطوات ببطء، ولكن في حالات الطوارئ يمكن أن يتحركوا ‬ ‫بسرعة أكبر خاصة عندما يشاهدون آثار الوباء حولهم. ‬

الشكل 10.  خمس خطوات في تغيير السلوك

في حالة الوباء، تحدد المعرفة سلوك الشخص، ولكن ما يحدد أيضا سلوكه هو اعتقاده بأن المرض ‬ ‫خطير أو غير خطير، أو اعتقاده بأن من المحتمل أن يصاب بالمرض، وتقديره لمزايا أو مساوئ تغيير ‬ ‫سلوكه، والمعايير الاجتماعية، والممارسات الثقافية، والمعتقدات. ومن الصعب على الفرد تخطي ‬ ‫بعض الحواجز - مثل الخوف وعدم الثقة والاضطراب. ويجب النظر في جميع هذه الجوانب لدى ‬ ‫تحديد استراتيجية لتغيير السلوك في حالات الوباء. انظر الشكل ١١ أدناه الذي يرسم قوس الوباء ‫وكيف تؤدي استراتيجية تغيير السلوك إلى تعديل السلوك في كل مرحلة من المراحل. لاحظ أن من ‬ ‫المهم أن تبقى المجتمعات المحلية مطلعة على ما يحدث وأن نرصد المعتقدات طوال الفترة لأن ‬ ‫ردات فعل الجمهور تتطور مع تطور الوباء. ‬

‫ الشكل 11. تغيير السلوك في حالات الوباء 

‫الشكل 12. مثلث تغيير السلوك

‫مهما كان السياق، تدخل ثلاثة عناصر في تغيير السلوك: ‬

1. يحتاج الناس إلى معرفة ما الذي يجب أن يتغيّر في سلوكهم، ولماذا يجب أن يتغيّر، وكيف. ‬‫أي بعبارة أخرى، يحتاجون إلى المعرفة. ‬
2. يحتاج الناس إلى الحصول على المعدات والموارد المناسبة، وإلى أوضاع تمكّنهم من تغيير سلوكهم. يحتاجون إلى بيئة مؤاتية.
3. يجب أن تكون لديهم دوافع للتغيير.

يتأثر كل من هذه العوامل بالثقافة، والسياق الاجتماعي، والتصورات، والمعتقدات. ويتحدد مدى تغيير ‬ ‫الناس لسلوكهم أو عدم تغييره وفقاً للتوازن بين هذه العوامل. ففي السياق الإنمائي، لا يتجاوب عادة ‬ ‫الناس مع الرسائل التي تثير الخوف كالصورة أدناه التي تشجع الناس على غسل أيديهم. ‬

الشكل 13. ملصق توعية بشأن الكوليرا

في المقابل، يمكن أن يكون هذا النوع من الرسائل بالغ الفاعلية في حال تفشي وباء الكوليرا، لأن ‬ ‫الناس سيدركون فعلا أنهم معرضون للخطر، وسيتقبلون الرسائل القائمة على إثارة الخوف. ‬

انظر إلى وحدة الصحة والاسعافات الأولية المجتمعية الخاصة بتغيير السلوك، من أجل ملاحظة ‬ ‫كيفية انتقال الناس من إحدى مراحل تغيير السلوك إلى المرحلة التالية. ‬

كيف يتم تحديد الحواجز التي تشكل عائقاً أمام التغيير ‬

تشمل الحواجز التي تحول دون تبني الأفراد السلوك الصحي السليم: الناس، والقواعد، والمعايير، ‬ ‫والعوامل البيئية. وسعياً إلى توفير فرص النجاح لاستراتيجية تغيير السلوك عليك أن تقوم بما يلي: ‬

• عليك أن تستكشف ما الذي يعرفه الناس حالياً وما الذي يعتقدونه بشأن السلوك الصحي‬ ‫المقترح. ‬
• عليك أن تستكشف كيف يتصرف أفراد المجتمع المحلي حالياً ولماذا يتصرفون على هذا النحو.
• عليك أن تجري مسحاً للبيئة في المجتمع المتضرر من أجل كشف العوامل التي تساهم في ‫السلوك غير الصحي. ويهدف المسح البيئي إلى تقييم البيئة المادية من أجل تحديد الجهات ‬ ‫الفاعلة والمؤسسات والسياسات والبرامج المعنية بالوقاية من المرض ومعالجته. فعلى سبيل ‬ ‫المثال، في حال تفشي وباء الكوليرا، يمكنك مقابلة الأشخاص المسؤولين عن توفير المياه أو ‬ ‫الذين يستطيعون الوصول إلى مصادر مياه المجتمع المحلي من أجل معرفة الطريقة التي ‬ ‫ينقلون بها الماء وكيف يستخدمونها، وأين توجد مصادر المياه المحلية، وإذا كان مصدر المياه ‬ ‫مأموناً، وما هي السياسات أو القواعد التي تحكم توزيع المياه واستخدامها. ‬

‫الحواجز التي تشكل عائقاً أمام تغيير السلوك ‬

قد تكون التعبئة الاجتماعية أو نهُج التواصل الرامية إلى تغيير السلوك غير فعالة لعدة أسباب. على ‬ ‫سبيل المثال، فيما يتعلق بالأشخاص الذين تريد التأثير في سلوكهم، من المحتمل: ‬

• أنهم لا يثقون بالشخص الذي يقدم المعلومات. ‬
• أنهم لديهم معتقدات أخرى أو لا يوافقون على محتوى الرسالة. (يرون مثلاً أنها تتعارض مع المعتقدات التقليدية أو مع الممارسات الاجتماعية العامة في المجتمع المحلي). ‬
• أنهم يرغبون في التغيير ولكن يفتقرون إلى الموارد اللازمة لذلك. (على سبيل المثال، يودون ‬ ‫غسل أيديهم ولكن المياه المتوفرة لديهم قليلة أو ليس لديهم صابون). وربما لا يستطيعون ‬ ‫أيضاً الوصول إلى المراكز الصحية.
• أنهم يفتقدون دعم من هم حولهم (بما في ذلك العائلة وأصحاب النفوذ في المجتمع المحلي ‬ ‫مثل رجال الدين، والمعالجين التقليديين، والقابلات، وكبار رجال الأعمال، والسياسيين الخ..).
• أنهم يعتبرون أن تغيير سلوكهم الخطير لا يشكل أولوية لأن لديهم مصالح أو حاجات أكثر ‬ ‫إلحاحاً.
• أنهم لا يستطيعون تغيير سلوكهم بدون موافقة المجتمع، أو لا يستطيعون تغيير سلوكهم إلا إذا وافق كل أفراد المجتمع المحلي على التغيير.

‫التواصل مع المجتمعات المحلية في حالات الوباء‬

من المهم جدا أن تكون الرسائل الإعلامية واضحة وموثوقة وفاعلة أثناء تفشي الوباء. ولكن يمكن ‬ ‫أن يكون من الصعب تحقيق ذلك، لأن تقديم المعلومات نادرا ما يكفي لتغيير سلوك الناس. ‬ ‫ومن العوامل التي يمكن أن تجعل التواصل الفاعل صعباً: الخوف، والحزن، والمعتقدات الثقافية، ‬ ‫والممارسات التقليدية، والمعلومات المضللة.

ولهذه الأسباب، يتعين على الذين يصممون الرسائل الإعلامية الرامية إلى تعبئة الناس أو تغيير ‬‫سلوكهم في حالات الوباء أن يجعلوا من المجتمع المحلي محور عملهم ويتعاونوا معه من أجل ‬ ‫إيجاد الحلول الفعالة. ‬

ينبغي أن يكون هدفك، في فترات الوباء، إقامة اتصالات (متبادلة) في الاتجاهين مع المجتمع المحلي. ‬ ‫إنك، بصفة المتطوع، على اتصال يومي بقادة المجتمع وبأفراده. تحدث معهم عن تصوراتهم ‬ ‫ومخاوفهم، وكيف ينتقل المرض حسب رأيهم، وما الذي يدفعهم إلى تغيير سلوكهم وما الذي يثنيهم ‬ ‫عن التغيير. اصغ بانتباه إلى ما يقولونه. ‬

تذكّر أن مفهوم «التوعية » يميل نحو وصف اتصال باتجاه واحد، إنه معني بإعطاء المعلومات. ‬ ‫أما «التعبئة » فهي تتعلق أكثر بالمجتمع المحلي، واتخاذ الإجراءات، وتتضمن عادة اتصالات في ‬الاتجاهين. ‬

ينبغي للرسائل الإعلامية أن تتبع بعض الإرشادات كي تتمكن من تعبئة المجتمعات المحلية بشكل ‬ ‫فعال وتنجح في تغيير السلوك. ‬

‫ينبغي للرسائل الإعلامية: 

• أن تكون بسيطة وقصيرة. وينبغي أن تكون الرسائل الإعلامية سهلة الفهم ومكررة مراراً ‬‫عدة.
• أن يتولى تقديمها أشخاص أو وسائل إعلام يثق بها الأفراد في المجتمع المحلي. ‬
• أن تكون محددة ودقيقة.
• أن تكون متناسقة. تذكّر أنه يجب التأكد من أن العاملين الآخرين في المجتمع المحلي أو ‫الوكالات أو المنظمات الأخرى لا تبث رسائل تتعارض مع رسائلك. لأن من شأن ذلك إثارة ‬‫الارتياب في المجتمع المحلي. ‬
• أن تكون ذات توجه عملي. ينبغي أن توضح الرسائل للناس ما يجب أن يفعلوه، وتركز على ‬ ‫الإجراءات التي يتعين على أفراد المجتمع المحلي اتخاذها. تجنّب إعطاء معلومات كثيرة لا ‬ ‫تدفع إلى العمل. ‬
• أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق. يجب أن يكون باستطاعة الناس تنفيذ ما توصي به الرسالة. ‬
• أن تراعي السياق المعني. يجب ان تأخذ الرسائل في الاعتبار الاتجاهات أو العادات ‬ ‫الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في استعداد أفراد المجتمع لاعتماد سلوك صحي أو قبول ‬ ‫العلاج (كالتلقيح مثلاً). ‬

عندما تتواصل مع مجتمع محلي، استمع دائماً إلى الإشاعات أو المعلومات المغلوطة المنتشرة. ‬ ‫يمكن أن تولد الإشاعات الذعر والخوف. كما يمكن أن تسبب فقدان الثقة في السلطات الصحية، ‬ ‫والتشكيك في فعاليتها، أو رفض التدخلات التي يمكن أن تحول دون انتشار المرض. ‬

‫كيف نتواصل مع المجتمع المحلي؟ ‬

هناك عدة طرق لنشر المعلومات، وبناء المعرفة، والترويج للعمل في المجتمعات المحلية المتأثرة ‬ ‫بالأوبئة. ويعرض الجدول أدناه وصفاً لبعض هذه الطرق. ‬

‫الجدول 3. قنوات الاتصال ذائعة الاستخدام 

هل يمكنك اقتراح وسائل أخرى للتواصل؟ ‬

صورة إيضاحية 3 - الاتصال وجهاً لوجه ‬

صورة إيضاحية 4 - متطوع يقوم بحملة توعية صحية في مدرسة

صورة إيضاحية 5 - التحدث إلى وسائل الإعلام

أنشطة المتطوع داخل المجتمع المحلي

كمتطوع، ستتحدث إلى أفراد المجتمع المحلي عن الممارسات الخطيرة وتساعدهم في اعتماد سلوك ‬ ‫أكثر أمنا يوقف انتشار الوباء ويحول دون إصابتهم بالمرض. ومن المهم الإصغاء إلى ما يخبرك به ‬ ‫أفراد المجتمع. أعلم المنسّق بما تسمعه من إشاعات أو معلومات خاطئة أو إذا قال الأفراد أن ‬ ‫نشاطاً معيناً هو غير مناسب أو يُعد إهانة للممارسات الثقافية أو الاجتماعية.

ستجد في مجموعة الأدوات، الأدوات الخاصة بالرسائل الموجهة إلى المجتمع المحلي التي يمكن ‬‫أن تساعدك في إيصال الرسائل المناسبة إلى المجتمع. ولكن تذكّر أنك تتحمل مسؤولية تكييفها ‬ ‫بالأسلوب الملائم لمجتمعك وللسياق المعني.

وينبغي أيضاً، بصفتك متطوعاً، أن تكون «مثالاً» للسلوك الآمن الذي يُحتذى به. ولدى تنفيذك ‬ ‫لأنشطتك اليومية كمتطوع، تأكد من أنك تغسل يديك، وتتبع الاحتياطات المطلوبة عندما تسعل ‫الخ... ‬

‫إضافةً إلى ذلك ينبغي أن تقوم بما يلي: ‬

• التعرف على المعتقدات الثقافية للمجتمع، في ما يتعلق بالصحة وبالمرض المعني، والعناية ‬ ‫المرضى، والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الخ ...
• معرفة الرسائل التي تبثها جماعات أخرى داخل المجتمع المحلي (بما في ذلك قادة المجتمع ‬ ‫والمنظمات الأخرى العاملة في نفس المجال). ‬
• مناقشة رسائل تغيير السلوك مع المدربين أو المشرفين على العمل، وقادة المجتمع، والعاملين ‬ ‫الصحيين، والمتطوعين الآخرين من أجل معرفة انطباعاتهم ومساهماتهم.
• العمل مع الأسر والمجتمعات المحلية والسلطات والخدمات الصحية من أجل التأثير في ‬ ‫المعايير الاجتماعية. ‬
• استخدام رسائل بسيطة وواضحة بلغة يسهل فهمها. ‬
• إيصال رسائلك بوسائل مختلفة، والتأكد من أن أفراد المجتمع يستطيعون تلخيص محتواها ‬ ‫بدقة.
• الإصغاء الفعال بغية كشف الإشاعات والمعلومات الخاطئة.

‫نشاط جماعي وتمثيل الأدوار ‬

الانقسام إلى مجموعات عمل. تنظر كل مجموعة من المجموعات في الرسائل المأخوذة من الأدوات ‬ ‫الخاصة بالرسائل الموجهة إلى المجتمع المحلي. ‬

ناقش هذه الرسائل ومدى ملاءمة الأداة لمجتمعك المحلي. بيّن كيف يمكن إيصال الرسائل في‬ ‫مجتمعك المحلي وعبر أي وسائل (على سبيل المثال، وجهًا لوجه، أو في جلسة جماعية، أو عبر ‬ ‫الإذاعة، أو في تمثيلية الخ...). ‬

‫الجزء 3- 3- 3. الإحالة ‬

يشتد المرض أحيانا على الناس ولا يستطيع المتطوعون تقديم ما يحتاجونه من دعم. ويحتاج ‬ ‫هؤلاء إلى رعاية متخصصة من قبل الممرضين والأطباء. وبصفتك متطوعا في الصليب الأحمر أو ‬ ‫الهلال الأحمر، لا تقدم عادة الرعاية الطبية (باستثناء الإسعافات الأولية وإعادة الإماهة الفموية)، ‬ ‫ولكنك تستطيع التعرف على الإصابات ومساعدة المرضى في الوصول إلى الأخصائيين الطبيين والمرافق ‬ ‫الصحية. ‬

ستجد الأشخاص المصابين من خلال المراقبة النشطة المستندة إلى المجتمع المحلي. وقبل إحالتهم إلى ‬ ‫المرافق الصحية، يجب أن تعرف مدى إصابتهم بالمرض وإذا كانت إحالتهم ضرورية. ويمكن لذلك ‬ ‫أن تستعين بمجموعة الأدوات والوصف الذي تتضمنه عن كل مرض من الأمراض. ‬

كما تحتاج إلى معرفة جميع المرافق الصحية القريبة منك (المستشفيات، والعيادات، والمراكز ‬ ‫الصحية، ومرافق علاج الكوليرا الخ..) وكيفية الوصول إليها، وشروط الدخول إليها. فمن الممكن ‫أن تقرر أحياناً السلطات الصحية، سعياً إلى الحد من انتقال المرض، تكريس مرفق صحي واحد ‬لاستقبال جميع إحالات الوباء.

وقد تحتاج إلى نقل المريض بنفسك إلى المرفق الطبي، فيجب أن تكون قادراً على معرفة مكان ‬ ‫المراكز الصحية.

عندما تقوم بإحالة المريض إلى المرافق الصحية، تأكد من أنك لا تعرّض نفسك أو تعرّض أشخاصاً آخرين لمزيد من خطر انتقال العدوى. وتحقق من معدات الحماية الشخصية اللازمة لكل مرض ‬ ‫من الأمراض. ‬

‫الجزء 3- 3- 4. الأدوار المختلفة والتنسيق  ‬

من المهم أن ينظم المتطوعون أنفسهم بطريقة تمكنهّم من مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس في ‬ ‫مجتمعهم المحلي، في الوقت الذي يوصلون به رسائلهم الصحية بشكل فعال. 

‫كيف تقوم بالتنسيق؟ 

1. تحدث إلى الفرع المحلي للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر وإلى السلطات الصحية. اطلع على ما يقومون به لتنظيم أنفسهم وكيف يخططون لمساعدة المجتمع المحلي. افهم ما هو ‬دورك وكيف يمكن أن تقدم المساعدة. ‬
2. قم بإعداد خطة. قرر من خلال المشاورات من سينفذ أية أنشطة وفي أي أماكن.
3. اتصل بالمتطوعين الآخرين وتقابلوا مرة في الأسبوع على الأقل لتطلعوا بعضكم البعض على آخر الإجراءات التي اتخذت لمساعدة المجتمع المحلي وتقرير ما يجب تنفيذه في الفترة ‬ ‫القادمة. تبادلوا الدروس المستفادة وساندوا بعضكم بعضاً.
4. تحدث إلى المنسّق وناقش معه السبل الإضافية للعمل معاً.