الجلسة 1- 1 خطورة الأوبئة
في نهاية هذه الجلسة سيكون باستطاعتك:
- مناقشة أسباب خطورة الأوبئة.
- تفسير الآثار الواسعة للأوبئة في المجتمع.
طوال تاريخ البشرية، تسببت الأوبئة بوفاة الملايين. فقد توفى 100 مليون شخص خلال تفشي الطاعون في سنتي 541 و 542 قبل الميلاد، أي ما يقارب نصف السكان في هذا الوقت. وخسرت أوروبا نصف سكانها بسبب وباء الطاعون ما بين سنتي 1346 و 1350 . وتسبب وباء «الانفلونزا الإسبانية » سنة 1918 بمقتل أعداد من الناس أكبر مما تسببت به الحرب العالمية الأولى. وتبقى الأوبئة شائعة اليوم أيضاً. ففي سنة 2009 ، تسببت حمى «الخنازير » بوفاة 200.000 شخص، ولقى أكثر من 11.000 شخص حتفهم بسبب وباء إيبولا سنة 2014 . وشهدت سنة 2017 وحدها، اندلاع وباء الطاعون في مدغشقر وسيشيل، ومتلازمة الشرق الأوسط للالتهاب التنفسي في المملكة العربية السعودية، وفيروس كورونا (المرض التاجي) في المملكة العربية السعودية وعمان والإمارات العربية المتحدة، والحمى الصفراء في البرازيل وسورينام وغيانا الفرنسية، وحمى الضنك في كوت ديفوار وسريلانكا، وفيروس شيكونغونيا في إيطاليا. كما لقي العديد حتفهم بسبب تفشي التهابات الكبد A و E، وحمى لاسا، ومرض التهاب السحايا بالمكورات السحائية، وفيروس زيكا، وشلل الأطفال، وحمى ماربورغ.
شارك
- هل ظهرت أي أوبئة في بلدك خلال السنوات الأخيرة؟
- ماذا تعرف عنها؟
- ما كان تأثيرها في المجتمع؟
يرجى مناقشة هذه الأسئلة مع مجموعتكم.
تحدث الأوبئة في كل أنحاء العالم. ويتعلق حجمها وآثارها بالمرض المعني (العامل المسبّب)، والناس أو الحيوانات المصابة (الضيف)، وطريقة تفشي المرض (طريقة الانتقال). ويمكن أن يكون الوباء محصوراً جغرافياً أو ينتشر عبر القارات (الجوائح). غير أن الأوبئة كثيراً ما تحدث بتواتر أكبر أو تكون آثارها أكبر في الأماكن التي يشهد فيها السكان كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة أو عمليات نزوح، وتفتقر إلى نظام الصرف الصحي السليم أو إلى الغذاء الآمن والإمداد الصالح بالماء، أو يكون فيها نظام الصحة ضعيفاً أو تعرّض للدمار. كما أن السكان الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى بما في ذلك سوء التغذية أو ضعف تغطية التلقيح هم أكثرعرضة للأوبئة.
وبالرغم من أن الآثار الأكثر وضوحا للأوبئة هي في مجال الصحة، تؤدي عادة الأوبئة إلى آثار أوسع بكثير في المجتمع.
أولاً، تتوقف المجتمعات المتأثرة بالوباء عن الإنتاج. ويصبح نظام الصحة عاجزاً عن معالجة المشاكل الصحية الأخرى لأن مواجهة الوباء تثقل كاهل العاملين في الرعاية الصحية أو يصابون هم أيضاً بالمرض. وينهار نظام التعليم إذا كانت أعداد الأطفال والأساتذة المرضى مرتفعة. وتنهار الخدمات الأخرى إذا ما ارتفع عدد العاملين والموظفين المرضى. ثانياً، يمكن أن تكون إمدادات الماء والطعام ملوثة ومن ثم يمكن أن يفتقد عدد كبير من الناس إمكانية الحصول على الطعام، والماء المأمون، والصرف الصحي.
ويصبح النازحون والذين يعيشون في أماكن إيواء جماعية وفي مخيمات اللاجئين معرضين بدرجة أكبر للإصابة بالأوبئة. ويمكن أن تدمر الأوبئة الكبرى الروابط العائلية. وقد يحتاج عدد كبير من المرضى وأفراد عائلاتهم إلى الدعم النفسي والاجتماعي.
وأخيراً يمكن أن تسبب الأوبئة الخوف والوصم بالعار. ومن المهم إشراك المجتمعات المحلية في مكافحة الأوبئة وفهم العادات الثقافية المحلية. وتُعد إقامة الثقة وحسن التواصل فيما بين المجتمع المحلي والمتطوعين والجهات المعنية الأخرى عاملاً حاسماً في نجاح عملية مكافحة الوباء.